الاثنين، 20 يناير 2014

علاقة الاشراف التربوي بالمعلم


                                               علاقة الإشراف التربوي بالمعلم 



     لاشك أن الإشراف التربوي يعتبر أداةً لتحسين العملية التعليمية التعلّمية ، وأن اهتماماته أصبحت تؤثر في جميع العوامل المؤثرة على عمليات التعلم . ومن ذلك المعلم  .
     إن نجاح المعلم في رسالته مرهون بنجاح الإشراف التربوي في القيام بأدواره المنوطة به .وبالتكامل بين عمل المشرف وعمل المعلم يتطور العمل التربوي والتعليمي ميدانياً ، ونتوصل جميعاً إلى تعليم متميز نتطلع إليه.  وكلما ازداد حجم التلاحم بين المشرف والمعلم ازدادت آفاق التميز وتعززت وتبلورت على شكل نتائج تعليمية وتربوية باهرة بإذن الله . ( الضبيبان 1419هـ )
     يعتبر الإشراف التربوي خدمة تربوية ؛ لأن المشرف التربوي يستهدف مساعدة المعلم وإرشاده في تربية وتعليم الطلاب . ولأنه يشمل نمو شخصية المعلم نفسه ، فيوجهه إلى الاستزادة في المادة والطريقة المثلى في تدريسها وخصائص عملية التعليم ونتائجها بحيث يكون المعلم في نمو متواصل في مهنته . ويعتبر الإشراف التربوي كذلك خدمة تعاونية ؛ لأنه يساهم فيها المشرفون والمعلمون ومديرو المدارس والعاملون في المدرسة والطلاب في جو من التعاون والعطف والثقة المتبادلة فتكون علاقة المشرف بالمدرس والطالب علاقة تتيح لهما حرية التصرف والابتكار بما يحقق الفائدة المرجوة من عملية الإشراف .( التوثيق التربوي 1402هـ )
وحتى يستطيع المشرف التربوي ممارسة عمله بنجاح لابد له من أساس وثيق من العلاقات الإنسانية الطيبة مع المعلم . من احترام رأيه ومشاعره وتشجيعه لإبداء طموحاته وتبادل الرأي معه حتى يصل معه إلى مرحلة الإبداع والابتكار في جو من العمل الجماعي بمشاركة زملاء المهنة .
     ولابد من التعاون حتى يتم تحسين العملية التعليمية والوصول إلى التكامل المطلوب والإيجابي . لذا كان على المشرف تسخير قدراته في مساعدة المعلم وتوجيهه علمياً ومهنياً . والعمل على حل مشاكله الخاصة والمهنية ، وإشراكه في اللقاءات التربوية سواءً كانت داخل المدرسة أو خارجها ، والتي ستعرّفه بالطرق والاتجاهات الحديثة في التدريس ، وصنع الوسائل التعليمية ، ومساعدته في عملية التخطيط التربوي . والقياس والتقويم لفعاليات عملية التدريس، وكيفية التعامل الحسن مع التلاميذ، وإثارة دوافعهم ، ومراعاة الفروق الفردية بينهم ، كما يعمل المشرف التربوي على اكتشاف قدرات ومواهب المعلمين الذين يشرف عليهم وتنميتها ، وأن يزرع الثقة بالنفس في معلميه ، وينمي روح الإعتزاز بالمهنة . ويقدر ويشجع كل الجهود البناءة والمثمرة  ، وأن يعمل على إثارة  المعلمين على الإهتمام  بالتجارب والأبحاث التربوية الحديثة ، ويشجعهم على متابعة الكتب والمجلات المتخصصة ، والتي سينعكس أثرها على التلاميذ بصورة غير مباشرة .
     كما يعتبر التقويم في الإشراف التربوي ذا أهمية خاصة لأنه ينصب على تقويم المعلم والعملية التربوية بعناصرها المختلفة .
       وتعتبر عملية تدريب المعلمين أثناء الخدمة جزءاً فعالاً من العملية التربوية التي يقوم بها المشرفون التربويون وذلك بغرض إكسابهم الجديد من المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لعملية التدريس ، وتعريفهم بمشكلات مهنة التدريس وطرق حلولها ، بهدف تحسين الأداء ، وزيادة الإنتاجية والنمو في المهنة .  .
     وكل ما سبق يدل على حتمية الإشراف التربوي وأهميته البالغة للمعلم بوصفه زميلاً له ، ومطلباً ملحاً للعملية التعليمية والتربوية بصفة عامة  .  بأن العاملين في كل مجال من مجالات الحياة يحتاجون إلى من يرشدهم ويوجههم بغية تطوير أدائهم المهني ، فالأجدر أن يحتاج المعلم إلى من يوجهه ويرشده ويشرف عليه حتى يحقق الأهداف التي تعمل المدارس لبلوغها " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق